ضمن إطار مشروع الأوراق البيضاء، تفتح الشبكة العالمية للعلماء الجزائريين – إيناس الباب للباحثين والخبراء لكتابة مقالات علمية حول مواضيع الساحة العلمية، بهدف مناقشتهما ضمن السياق الجزائري، ومحاولة تقديم حلول للتحديات المناطة بهما. سوف تنشر المقالات المقبولة على موقع إيناس الإلكتروني، بالإضافة إلى منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

التغير المناخي والتطور المستدام في الجزائر 

تشهد الجزائر، كغيرها من دول العالم، تأثيرات متزايدة لتغير المناخ، تتجلى في الارتفاع غير المسبوق لدرجة الحرارة، وانخفاض معدل هطول الأمطار السنوي، والظواهر الجوية القاسية مثل الفيضانات وحرائق الغابات وتآكل السواحل. هذه الظواهر لا تهدد التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية فحسب، بل تشكل تحديًا أمنيًا يهدد سلامة المواطنين. في هذا السياق، تُعد دراسة الاستراتيجيات الفعّالة لإدارة هذه التحديات أولوية وطنية. 

يمكن عند اختيار هذا الموضوع تسليط الضوء على أحد المواضيع الآتية (أو غيرها)، مع إسقاطها على الواقع الجزائري:  

  • استراتيجيات إدارة الفيضانات،  
  • الأساليب المبتكرة لمكافحة حرائق الغابات،  
  • حماية السواحل والتنوع البيولوجي البحري،  
  • بناء المرونة المجتمعية والحضرية.  

نسعى من خلال الأوراق البيضاء إلى تقديم تقييم للحالة الراهنة واقتراح حلول مبتكرة، تستند إلى البحث العلمي والخبرات المحلية، لدعم استدامة المستقبل البيئي في الجزائر.

 

 

بمناسبة اليوم العالمي للتعليم والذي يصادف 24 جانفي من كل عام، تدعوكم لجنة التعليم في الشبكة العالمية للعلماء الجزائريين (INAS) للمشاركة والتفاعل مع لقاء إلكتروني مباشر، تحت عنوان:

التعليم العالي في الجزائر: المكتسبات والتحديات

مع البروفيسور ميتيش موح جرجار، أستاذ الفيزياء بجامعة مولود معمري – تيزي وزو صاحب خبرة طويلة في البحث العلمي والتسيير الجامعي.

تحاوره د.ربيعة شقو، أستاذة باحثة في الفيزياء تخصص النانو، في المدرسة الوطنية العليا للتكنولوجيات المتقدمة بالجزائر العاصمة.

📅 التاريخ: الجمعة 31 جانفي 2025

🕖 التوقيت: 7:00 مساءً (بتوقيت الجزائر)

📍 البث المباشر: عبر وسائل التواصل الاجتماعي لشبكة إيناس (INAS) فيسبوك-يوتيوب- لنكد إن

في هذا الاجتماع سنعرض حصيلة إنجازات إيناس خلال سنة 2024، ونشكر الأعضاء الذين جعلوا هذه السنة مميزة بجهودهم وتفانيهم. كذلك، سيكون لنا شرف استضافة الدكتور (عز الدين إسطمبولي)، كما ستنظم مسابقة وتقدم جوائز تشجيعية للفائزين.

💡 سجلوا الموعد:

السبت 04 جانفي 2025 على الساعة 14:00 بتوقيت الجزائر.

💡 ضيف الشرف د.عز الدين إسطمبولي:

حصل الدكتور عز الدين إسطمبولي على شهادة الطب العام في الجزائر عام 1986 وتخصص لاحقاً في الأشعة بفرنسا. عمل في الولايات المتحدة كمستشار طبي ومدير تطوير الأعمال بجامعة ديوك، ثم انتقل إلى سويسرا كمدير برنامج في جامعة زيورخ.

أسس “المؤسسة الأمريكية المغاربية للصحة” لعلاج الأطفال المصابين بمرض “سبينا بيفيدا”، وقام بإجراء عمليات مجانية وتدريب أطباء في دول المغرب العربي. كما أسس “جمعية الشفاء” لعلاج الأمراض المستعصية وساهم في إنشاء التحالف الجزائري للرعاية الصحية. يعمل حالياً على بناء مركز صحي متخصص في الجزائر لعلاج الأمراض المستعصية، مؤكداً التزامه بخدمة الإنسانية وتحسين النظام الصحي في الجزائر.

كونوا في الموعد!

تدعوكم الشبكة العالمية للعلماء الجزائريين (إيناس) لمتابعة لقاء إلكتروني تحت عنوان:

� “ثورة تكنولوجيا الكوانتم وآفاقها في العالم العربي”. �

تعدّ تكنولوجيا الكوانتم أحد أبرز التطورات العلمية في عصرنا، حيث تعتمد على مبادئ ميكانيكا الكمّ، وهي فرع من الفيزياء يدرس سلوك المادة والطاقة على المقاييس الذرية ودون الذرية، لتقدم حلولا مبتكرة تتجاوز إمكانيات الأنظمة التقليدية. تشمل مجالاتها الرئيسية الحوسبة الكمية، والتشفير الكمي للاتصالات، بالإضافة إلى الاستشعار الكمي. تمتد تطبيقاتها المحتملة من تسريع العمليات الحسابية المعقدة، إلى تحسين الأمان الرقمي، وإحداث نقلة نوعية في مجالات مثل الطب والدفاع والنقل والطاقة.

� في ظل هذا التقدم العالمي السريع، يطرح اللقاء سؤالا جوهريًا: كيف يمكن للعالم العربي أن يستفيد من ثورة تكنولوجيا الكوانتم في تعزيز الابتكار العلمي والتنمية؟

� سنكون في نقاش مباشر مع نخبة من الخبراء الجزائريين:

* د. حمزة لبيض، باحث في تكنولوجيات الاستشعار الكمّي، مخبر روذرفورد القومي البريطاني لتقنيات الفضاء – أكسفورد.

* د. محمد طه روابح، أستاذ باحث في نظرية المعلومات الكمية، جامعة قسنطينة.

* د. نسيم محمدي، باحث زائر في جامعة ستوكهولم.

� الموعد: الثلاثاء 24 ديسمبر 2024، الساعة 14:00 بتوقيت الجزائر.

� بث مباشر عبر صفحات شبكة إيناس على فيسبوك، لينكد إن، ويوتيوب.

� لا تفوتوا هذه الفرصة المميزة لمتابعة هذا النقاش الثري. شاركوا المحاضرة مع أصدقائكم المهتمين، وتفاعلوا معنا بأسئلتكم وأفكاركم! �

بقلم الأستاذة: ياسمينة صاف

أما المتمدرسين القدامى فينبغي تعزيز تقديرهم الذاتي، وتنمية ثقتهم بأنفسهم، واحترام وتقدير ذواتهم، لاستعادة شغفهم بالتعلم والمدرسة، والاقبال على الدراسة من جديد بروح معنوية أفضل

تعتبر اهتمامات الناس في المجتمع مقياسا حقيقيا لدرجة وعيهم، فهي تعبير تلقائي عن غايتهم في الحياة و ترجمة حقيقية لأهدافهم وطموحاتهم، وأفكارهم ومشاعرهم. كما ان اهتمامات الأولياء يتقمصها الأبناء فتصبح من اهتماماتهم.

فما مدى اهتمام الوالدين والمربين بعودة أبناءهم إلى مدارسهم؟ كيف يهتمون؟ هل اهتمامهم يجسد الاهتمام الصحيح والمتوازن؟ وما هي أبرز التحديات التي يواجهها الوالدين والأسرة المدرسية لعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة، عودة ايجابية ممزوجة بالشغف والشوق، وبالتفكير الإيجابي،  وإشاعة حب التنافس في طلب العلم والمعرفة، وتنمية الرغبة الصادقة في تطوير المهارات المختلفة، والقدرات العقلية والنفسية والاجتماعية؟

ان أكبر تحدياتنا في التربية والتعليم سواء في البيت أو المدرسة هو تعزيز الوعي الحضاري وتعزيز الارتباط بالهوية لدى أبنائنا وطلبتنا، من خلال قيمنا الاجتماعية، ومن خلال مناهجنا التعليمية، حتى نتجاوز تخريج أجيال تجهل ذاتها، وتتنكر لتاريخها، وتغفل عن مقومات حضارتها أمام الزحف الرهيب للعولمة، وما يتصل بها من تحولات خطيرة في المشهد الثقافي، واكتساح الوسائل التكنولوجية لحياتنا اليومية، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة، وما تبثه من أفكار مميتة. فلم يبق لطلاب العلم من شغف ولا وقت ولا فضاء علمي أو ثقافي في حياتهم اليومية. ان تعزيز الهوية الإسلامية والانتماء الحضاري والثقافي وتعزيز التربية الروحية والوجدانية في تعاملنا مع أبنائنا وفي مدارسنا، يساعد على تعزيز الانتماء، كما أن التربية القيمية تصقل اهتمامات الناشئة بحيث يصبح تفكيرهم سليما غير عاطفيا، ولا متمحور حول الحصول على الشهادة الجامعية، ومناصب شغل مربحة على حساب الاهتمام بالعلم والمعرفة والثقافة والإبداع، والابتكار.

فقد أصبحت اهتمامات الكثير من الناس زرع حب الربح السريع في نفوس أبنائهم، والسعي لحصد المناصب التي تحقق المكاسب المادية، والرفاهية الشكلية، والشهرة الزائفة بكل الطرق الممكنة.

ومن هنا يمكن القول إن اهتمامات الناس اليومية تعتبر أكبر مقياس لدرجة وعيهم الفكري والثقافي فهي بمثابة “اختبار نفسي” يكشف مدى تحضرهم وتمسكهم بثقافتهم وقيمهم الاجتماعية، كما ان نوعية الاهتمامات تزيل الستار عن موقع العلم والثقافة والمعرفة في أذهان الناس وفي حياتهم اليومية.

ومن الملاحظ ان اهتمام الناس بأبنائهم يكون ماديا في غالب الأحيان، فهم يهتمون بالرعاية لكنهم يهملون التربية، وخاصة التربية الوجدانية، والروحية، الفكرية والثقافية، والمهارية.

وهذا المشهد الثقافي العام، هو نتيجة ضعف الاهتمام بالقدوات الحقيقية في المجتمع، واهمال التربية القيمية مثل غرس قيمة العلم والمعرفة والعمل والمكانة الاجتماعية، والشهرة، والرفاهية، والتحضر بمفاهيم صحيحة. فما نلمسه اليوم من مفاهيم مغلوطة مرتبطة بالجانب المادي، سبب مباشر فيما نراه من ضعف الارتباط بالقيم، والتباعد الفكري والثقافي بين الأجيال

بينما التفاعل الايجابي مع الأبناء، وغرس قيمة حب العلم، وحب العمل، والصدق وغيرها من القيم الأساسية، هي قيم يتشربها الأبناء وتصبح قيمهم الشخصية، وهنا نجد المتخصصة في علم النفس التنموي جرازينا كوتشانسكا 2002، تصف الروابط بين الوالدين والأطفال أنها جد مؤثرة في اكتساب القيم وتناسقها، فهذه الروابط من شأنها تعزيز اتساق القيم. واكتشفت من خلال البحوث التي اجرتها أن الاباء المتجاوبين الذين يتمنون تحقيق السعادة لاطفالهم من المرجح أن يعتنق أبنائهم القيم نفسها التي يؤمنون بها. (1)

وهناك بحوث كثيرة أجريت حول القيم، تلقى الضوء على كيفية  نقل قيمة التفوق في التحصيل الدراسي مثلا من الوالدين الى أبنائهم، تأكد أنها تنقل اليهم عن طريق قوة التأثير والاقناع، والارتباط الايجابي ، ومن هنا ندرك ان تأثير الوالدين على أبناءهم يكون كبيرا، فالأبناء يهتمون بما يهتم به أوليائهم. (2)

ونحن نشهد اهتمام كبير للآباء والأمهات بالأبناء، خاصة عند اقتراب موعد العودة إلى المدارس. لكن هذا الاهتمام غالبا ما يكون منصبا حصرا على اقتناء الأدوات المدرسية الجميلة، والملابس غالية الثمن، وبذل أقصى الجهود في سبيل تلبية الحاجة الى حب التفاخر بمظهر خارجي جميل على حساب الاهتمام بالحاجات العقلية والنفسية ولاجتماعية والوجدانية للأبناء.  وعلى حساب جودة الأدوات المدرسية، وموافقتها لمعايير الأمن والصحة السلامة، وسهولة استعمالها، وتوفيرها للراحة الجسدية. فقليل ما نجد الاهتمام من طرف الوالدين بالتحضير النفسي لأبنائهم أثناء العودة الى مدارسهم، بشحذ هممهم بالتربية الروحية، والاهتمام بالتربية الوجدانية التي تجعل أفئدة الأبناء متعلقة بالعلم والمعرفة، وتترقب بداية السنة الدراسية الجديدة بشوق واهتمام، وهذا يتطلب تشجيع وتحفيز من طرف الوالدين لمراجعة ما تم اكتسابه من مهارات لغوية وسور قرآنية ومعلومات مهمة، ان التحضير النفسي والتشجيع يلعب دورا فعال في توليد الاستعداد النفسي لدى الأبناء، ويساعد في تنمية الرغبة في تطوير المهارات المكتسبة لديهم، سواء في البيت أو المدرسة. وهذا من مقتضيات التربية الوالدية الراشدة التي ترافق الأبناء في رحلتهم الدراسية وتدربهم على تحمل مسؤولية الدراسة والواجبات الدراسية بشكل متدرج.

ويرى الدكتور محمد حبيب، باحث في علم النفس وقضايا الأسرة، أن حث الأسر على “استثمار الأيام القليلة المتبقية لأجل تهيئة أبنائها نفسيا للدخول المدرسي أمرا ضروريا. (3)

فمن الناحية النفسية فإنه من الطبيعي أن يشعر الأبناء بالقلق والتوتر في فترة الرجوع إلى المدرسة، وربما فقدان الرغبة في العودة إلى مقاعد الدراسة بعد قرابة الثلاثة أشهر قضاها في جو اجازة ولعب ولهو. ومن هنا كان على الأولياء تطوير مهارات الوالدية الراشدة لديهم، والتي تتطلب الاهتمام بالجانب الفكري والوجداني. ومساعدة الأبناء على تطوير مهارتهم الذاتية، وقدراتهم النفسية والاجتماعية والحركية. والاهتمام بصحتهم النفسية، وهذا يتطلب أيضا الاهتمام بشعور وأفكار الأبناء، وتخفيف توترهم وقلقهم عن طريق الحديث إليهم عن تفاصيل السنة الجديدة وما هو المطلوب منهم في السنة الجديدة، وما التحفيزات المعنوية التي سيتحصلون عليها عند تحقيق النجاح والتفوق في الدراسة والسلوك. كما ينبغي على الوالدين تذكير الأبناء بأنهم مقبلون على علاقات اجتماعية جديدة لتقبل فكرة أساتذة جدد وأصدقاء وأقران جدد، ومواد دراسية قد تكون مختلفة عن ذي قبل.

وتؤكد المرشدة التربوية حياة دوغان، “على أهمية تهيئة الطالب عقلياً قبل الدخول إلى الصفوف التعليمية الجديدة، وتقترح على الأولياء مساعدة الأبناء في تحديد أهدافهم وطموحاتهم في بداية السنة الدراسية. (4)

إن تشجيع الأبناء على رسم معالم مهنهم المستقبلية منذ المراحل الدراسية الأولى، في الواقع هو مساعدتهم في بناء دوافع قوية، تذلل لهم الصعاب أمام النجاح والوصول الى أهدافهم وطموحاتهم. ومن الأهمية بمكان تشجيع الأبناء على دخول مدرسي سلس دون خوف أو قلق، أهمها ربط الدراسة بالغاية الكبرى من وجودهم، وتذكيرهم الدائم بتلك الغاية، ألا وهي طلب العلم الذي يقرّبهم من الله تعالى. وتقوية ارتباطهم بالله تعالى وبالقيم الأخلاقية يحثهم على الإقبال على الدراسة بحرية واختيار شخصي، ومن تم يكون التعليم بالنسبة إليهم ذاتي وغير ملل. وتحفيز الأبناء على طلب العلم وبذل الجهد والوقت في طلبه يكون عن طريق المناقشة والحوار، وليس عن طريق الاكثار من الإرشادات. ولا شك انً اهتمام الوالدين أنفسهم بالعلم والمعرفة والقيم الأخلاقية ينعكس إيجابا على نفوس ابناءهم. وغرس القيم الحضارية والثقافية والاجتماعية إنما يكون في نفوس الأبناء منذ الطفولة المبكرة مما يسهل عليهم فهم واستيعاب قيمة طلب العلم لاحقا ولمدى الحياة. وأن العلم غاية في حد ذاته ووسيلة، فمن أسمى صفات العلم أنه قرب من الله جل جلاله. وألّا حياة إلا بالعلم والمعرفة والأخلاق.

وانتهاء  الإجازة الصيفية و قدوم العام الدراسي الجديد هو إعلان  لبداية عاما دراسيا جديدا لطلب العلم، وبذلك يكون الأبناء بحاجة إلى تهيئة عقلية، نفسية وجسدية، خاصة وأنهم قد اعتادوا أثناء الإجازة على عادات غير صحية، مثل السهر وكثرة اللعب، وخاصة الاعتكاف على الألعاب الإلكترونية لساعات طويلة، وغياب الروتين، وفقدان النظام في مواعيد الأكل والنوم. لذلك لا بدَّ من القيام بعدد من الخطوات المهمة، والتحضيرات الأساسية من طرف الوالدين التي ينبغي أن تكون بشكل تدريجي لعودة الابناء إلى مقاعد الدراسة بروح جديدة وبنشاط وحيوية وهمّة عالية، والتخلص من الأفكار السلبية التي تؤدي إلى الفشل الدراسي والانحراف السلوكي.

وقد يشعر بعض الأطفال بالقلق من العودة إلى المدرسة، وخاصة صغار السن منهم حيث يشعرون بالخوف والتوتر، عند أول تجربة لهم مع المدرسة كمتمدرسين جدد، وهؤلاء لا بد من تشجيعهم بالكلام الطيب والابتسامة، وشرح التعليمات المطلوبة برفق، وتسهيل المهام عليهم، وتحفيزهم المادي والمعنوي، أما المتمدرسين القدامى فينبغي تعزيز تقديرهم الذاتي، وتنمية ثقتهم بأنفسهم، واحترام وتقدير ذواتهم، لاستعادة شغفهم بالتعلم والمدرسة، والاقبال على الدراسة من جديد بروح معنوية أفضل. من أجل ذلك ارتئينا تقديم بعض النصائح المستقاة من الخبرة الشخصية كمعلمة وأم ومربية، ومن آراء بعض الخبراء في التربية، والتغذية، والصحة، وفيما يخص الاستعدادات المختلفة المهمة أولا بوصفها عاملا مؤثرا تأثير مباشر على صحة الطفل النفسية والصحية والعقلية، وثانيا بكونها محفزات معنوية تساعد الأبناء على تحقيق النجاح والتوازن النفسي والاجتماعي، والمحافظة على الصحة البدنية يعني المحافظة على الصحة العقلية والنفسية وفي هذا السياق تقول خبيرة التغذية ريم الجمال (3) بتصرف:

“إن من واجب الأهل مراقبة نوعية غذاء الطالب لتفادي أي مضاعفات مرضية، ولتصحيح العادات والسلوكيات الغذائية في البيت والمدرسة”.

وهذه أهم الخطوات التي تساعد الأبناء على إعادة بناء برنامجهم اليومي في السنة الدراسية الجديدة  وتشمل الاستعداد النفسي لبناء عادات جديدة، والخطوات الأساسية نجملها في عشر نقاط اساسية فيما يلي:

*مساعدة الأبناء على التعود على روتين النوم والاستيقاظ المبكر، وهذا ما يساعده على النمو السليم،  والتركيزالعميق، وهذا من شأنه التأثير الإيجابي المباشر على اليقظة الذهنية، ويجعل العقل في كامل نشاطه. كما يتم تذكير الأبناء بأذكار الصباح لشحذ هممهم للجد والاجتهاد.

* تجنب مشاهدة الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية في فترة ما قبل النوم، فهي تبعث الضوء الأزرق الذي يؤثر سلبا على النوم، وتسبب قلة التركيز والانتباه.

* الاهتمام بالنظافة الشخصية، ويبدأ الأطفال في المرحلة التحضيرية والابتدائية بالتعود على تنظيف أنفسهم دون مساعدة الآخرين، مع ضرورة الاهتمام بتنظيف الأسنان باستمرار لتجنب التسوس وأمراض اللثة وغيرها.

* الاهتمام  بنوعية الغذاء والأطعمة الصحية، والتقليل من السكريات والأطعمة الجاهزة. ومن أفضل خيارات الطعام نجدها في الجوز والسمك، والشوكولاتة الداكنة، وتناول أغذية غنية بالبروتينات كونها مصدر للطاقة، ومنها اللحوم الحمراء، والتي يمكن استبدالها بالبيض، والألبان، والعدس والفول والحمص، وكذلك البذور لاحتوائها على كمية معتبرة من البروتين، مثل بذور اليقطين، وبذور دوار الشمس وغيرهما. ومن المفيد تزويد الطالب بالمكّسرات والفواكه والخضراوات، وعدم إهمال وجبة الفطور، ووجبة الغذاء لأنها أهم الوجبات اليومية.

* شرب الماء، ويجب الإكثار من شرب الماء بكميات كافية خاصة في درجة حرارة مرتفعة، حتى لا يتعرض الطفل لصداع أو الجفاف، أوضعف التركيز نتيجة نقص كمية الأكسجين في الدماغ.

* تعزيز التربية الروحية، والاهتمام بأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ، والتذكير بالصلاة لمن بلغ سن السابعة، وبناء عادة مراجعة الورد اليومي من القران الكريم، بشكل تدريجي حسب سن الأبناء، وقدرتهم على الحفظ والاستذكار، حيث المهم هو غرس قيمة حب تلاوة القران والمحافظة على الورد اليومي. كما ينصح بتقديم الدروس والعبر بطرق غير مباشرة، فالطفل ينفر من كثرة النصائح والارشادات المتكررة، وذلك من خلال قراءة قصص الأنبياء والصالحين والمصلحين والشخصيات البطولية الحقيقية، والتي ينبغي أن تكون واقعية. فالتربية بالنمذجة تأتي ثمارها بالتدريج حتى يشب الأبناء على اختيار سليم للقدوات وعدم التعلق بشخصيات وهمية وبطولية زائفة من وحي الخيال، لا ينفعهم في حياتهم العلمية والعملية، بل في كثير من الأحيان تكون لتلك القدوات تأثيرات سلبية على طريقة التفكير والسلوك.

* الاهتمام بالصحة وبممارسة الرياضة وتنمية المهارات الحركية فهي تزيد من نشاط الذاكرة وقوتها، وتوفر الراحة النفسية وتحسن من أداء الأبناء وتركيزهم، حيث يؤثر النمو الحركي على النمو العقلي والنفسي سلبا وإيجابا.

* مساعدة الأبناء في انشاء علاقات اجتماعية طيبة مع أقرانهم في المدرسة واختيار صداقات جديدة صحية، فالأصدقاء هم أكبر المؤثرين في سلوك الأبناء خاصة في فترة المراهقة.

* الاهتمام بمشاكل الأبناء، مثل مشكلة التكيف مع الوضع الجديد، ومساعدتهم في حلها في وقتها بشكل مناسب وعدم اهمالها.

والاهتمام بالنزهات والترفيه على الأبناء في الإجازة الأسبوعية فهي مهمة جدا في استعادة الثقة بالنفس واكتساب الطاقة الإيجابيّة المساعدة على العمل المتواصل، والاجتهاد في تحقيق الذات في التحصيل العلمي والمعرفي والمهني لاحقا.

* الاهتمام بتطوير المهارات اللغوية منذ الطفولة المبكرة، فاللغة هي وسيلة الولوج إلى عالم العلم والمعرفة، واللغة العربية لها علاقة وثيقة بتعلم القران الكريم، والفرائض والأحكام الشرعية والواجبات الاجتماعية، وللغة العربية صلة وثيقة بالتفكير الإبداعي والتفكير النقدي والابتكار إذا أحسن الطالب إتقان استخدامها، لذلك وجب غرس قيمة أولوية تعلمها في نفوس ابناءنا منذ السنوات الأولى حتى يكون الطالب متعلق وجدانيا بلغته الأم، وبالتالي ثقافة مجتمعه الأصلية.

ولا ننسى التنويه بالاهتمام بالصحة النفسية للأبناء بشكل داءم، والاهتمام بإسعادهم وتعزيز انتمائهم في البيت والمدرسة، فالمجتمع فالأمة.  والأهم تخفيف الضغوط النفسية عليهم، وذلك من أهم عوامل نجاحهم وتفوقهم الدراسي، وصلاحهم وتعليمهم أساليب التربية الصحيحة، فغاية الوالدين والمربين هو صناعة أجيال متربية لحياة طيبة ومتوازنة. وتذكيرهم دوما بالغاية الكبرى في الحياة وهي إرضاء الله تعالى تحقيقا للذات، وتحملا لمسؤلية الأسرة فالمجتمع فالأمة بشكل متدرج ومبرمج.

المراجع:

       1-اسراء طارق أبو سعدة،  ، جريدة الوطن، مقال أهم 7 نصائح للطلاب في بداية العام الدراسي

شارون كيه هول، تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين،  2016- 2

https://linksshortcut.com/rsEwt

لاريسا معصراني ، 2022، مقال من خلال الرابط التالي-3 :

https://linksshortcut.com/cIXRk

 محمد حميدي، المقال من خلال الرابط التالي-4 :

https://2u.pw/5ZDnVukk

بقلم الأستاذة: أسماء رضوان صالح

أستاذة بجامعة المسيلة والمنسق الوطني لبرامج International Masterclass hands on particle physics

عند توجيه الطلبة بشكل مناسب وتوفير المعلومات الكافية، يمكن التقليل من هذه الصعوبات وتحسين القدرة على اتخاذ القرارالصحيح

تحديات اختيار التخصص الأكاديمي للطلبة الجدد:

       مع بداية كل عام جامعي، يلتحق آلاف الطلبة الجدد بالجامعة بعد حصولهم على شهادة البكالوريا حديثاً، وهي الشهادة التي تسمح لهم بالولوج إلى عالم أرحب من العلم والمعرفة و تفتح لهم آفاقا جديدة، ومع ذلك، فإن هذه الشهادة وحدها لا تكفي لتحديد التخصص الذي يرغب فيه الطالب، إذ  يعد معدل القبول العامل الحاسم في تحديد الاختيار النهائي. في العديد من الحالات، يكون سوق العمل، ومن ثم قانون العرض والطلب على بعض التخصصات، هو المتحكم الأساسي في تحديد معدلات القبول. وبينما قد تبدو عملية الاختيار بسيطة، يواجه العديد من الطلبة صعوبة في اختيار التخصص الأكاديمي  الذي يودون دراسته، إذ ليس لديهم معرفة كافية بالتخصصات المتاحة في الجامعة، تنتج هذه الصعوبة عن عدة أسباب من أهمها:

  1. نقص المعلومات المتاحة عن التخصصات المتوفرة، وفي بعض الأحيان يعتمد الطلبة على تصورات غير دقيقة أو معلومات مغلوطة، مما يجعلهم غير واثقين من اختياراتهم.
  2. غياب التوجيه الأكاديمي المناسب في مرحلة الثانوية الذي يمكن أن يساعد الطلبة الجدد على تحديد التخصصات التي تتماشى مع مهاراتهم واهتماماتهم.
  3. عدم وضوح المسارات المهنية لبعض التخصصات ، هذا الغموض يجعل من الصعب عليهم اتخاذ قرار مبني على مصلحة مهنية طويلة المدى، او في بعض الحالات يختار الطلبة أقصر مسار يؤدي إلى تحقيق وظيفة تدر دخلا قارا على حساب ميولاتهم وطموحاتهم العلمية .

تحسين الاختيارات الأكاديمية من خلال الفعاليات التفاعلية
عند توجيه الطلبة بشكل مناسب وتوفير المعلومات الكافية، يمكن التقليل من هذه الصعوبات وتحسين القدرة على اتخاذ القرارالصحيح، وهنا يتعين على الطلبة أخذ الوقت الكافي للبحث والتقصي حول التخصصات والفرص المتاحة قبل اتخاذ القرار والاستفادة من التوجيه عن  طريق التحدث إلى مرشدين أكاديميين أو طلبة جامعيين متمدرسين أو سابقين  ما قد يساعد في توضيح الخيارات.

وهنا تبرز الحاجة المُلِحة إلى برامج تهدف إلى نشر الثقافة العلمية لسد هذه الثغرة، حيث تعتبر هذه البرامج ضرورية لتبسيط العلوم ونشر المعرفة، كما تلعب دوراً توعوياً وإرشادياً بارزاً من خلال تسليط الضوء على مجالات العلوم المتنوعة، والتعريف بأحدث الاكتشافات والأبحاث العلمية لفئات المجتمع المختلفة. يمكن تنظيم هذه البرامج على شكل فعاليات الأيام المفتوحة على الجامعة، والتي تهدف إلى تعريف الطلبة، وخاصة المقبلين على التعليم العالي مثل طلبة الثانوية، بالبرامج الأكاديمية المتاحة والتخصصات المختلفة، مما يتيح لهم فرصة التعرف على شروط القبول، طبيعة الدراسة الجامعية، وآفاق كل تخصص.

في الجزائر تنظم هذه الفعاليات في الجامعات بعد الإعلان عن نتائج البكالوريا ، حيث تقدم معلومات شاملة عن الكليات، التخصصات، والشهادات التي تقدمها الجامعة، ويتم إرشاد الطلبة حول اختياراتهم الأكاديمية المستقبلية وفقًا لاهتماماتهم ومستوياتهم، غير أن هذه العملية تنفذ في الغالب من خلال تعليق ملصقات يتعين على الطلبة وأوليائهم قراءتها جميعا وتتم خلال فترة قصيرة تزامنا مع التسجيلات الجامعية، مما يفرض ضغطاً نفسياً كبيراً على الطالب، في ظل غياب التفاعل المباشر مع الأساتذة و الطلبة المتمدرسين  الذين غادروا الجامعة في عطلة صيفية طويلة .

الطريقة المثلى لتنظيم فعاليات الأبواب المفتوحة هي من خلال إقامة زيارات ميدانية إلى مختلف الكليات، حيث يتمكن الطلبة من حضور ورشات تفاعلية وأنشطة علمية متخصصة تُقام في قاعات التدريس والمخابر الجامعية. يشارك في هذه الفعاليات كل من طلبة الثانوي المقبلين على الالتحاق بالجامعة وطلبة الجذع المشترك الذين يستعدون لاختيار تخصصاتهم. توفر هذه الفعاليات للطلبة فرصة للتفاعل المباشر مع الأساتذة والطلبة المتمدرسين، مما يساعدهم على فهم أفضل للتخصصات المتاحة ومتطلبات الدراسة، ويتيح لهم الحصول على معلومات دقيقة وملموسة تساهم في اتخاذ قرارات مدروسة مبنية على حقائق واضحة. كما تسلط الضوء على المسارات المهنية التي يفتحها كل تخصص، وتساعد في تبديد المخاوف والشكوك المتعلقة بصعوبة بعض التخصصات أو متطلبات القبول. من خلال هذه التجربة الواقعية للحياة الجامعية، يتمكن الطلبة من تقييم مدى ملاءمة التخصصات لطموحاتهم واهتماماتهم، مما يجعل هذه الفعاليات فعّالة في التأثير على اختياراتهم الأكاديمية وتشجيعهم على التفاعل والاندماج بشكل أكبر في مسارهم الدراسي المستقبلي.

تجربة تفاعلية ناجحة لفعاليات الأبواب المفتوحة على الجامعة

كتجربة ناجحة في الجزائر  تشارك جامعة المسيلة  في برنامج التميز العالمي في الفيزياء دون النووية  خلال أشهر الربيع من كل عام، وهو برنامج  تعليمي تفاعلي رائد على شكل أبواب مفتوحة على الجامعة، يتم في اطار الدورات التدريبية الدولية التي يقدمها  CERN  وهي هيئة بحثية عالمية في جنيف تهتم بفيزياء الطاقات العالية.

يتيح هذا البرنامج الذي يستغرق يوما كاملا الفرصة لمجموعة من طلبة الثانوي  أو الجذع المشترك بالجامعة ، الإطلاع على دراسة الفيزياء في الجامعة وزيارة المختبرات الفيزيائية وكذا المشاركة في إحدى الورشات العلمية، ومن أهم  هذه الورشات : ورشة الجسيمات الأساسية وتحليل البيانات،  ورشة المعالجة بالإشعاع، ورشة رصد الأشعة الكونية ، وتكون المشاركة النموذجية في برنامج التميز العالمي في الفيزياء دون النوويةInternational Master Classe,  Hands on Particle Physics على النحو التالي :

1-التدريب في مجال البحث العلمي : حيث يمنح  الطلبة فرصة للتعرف على عملية البحث العلمي في الجامعة وذلك بزيارة ميدانية  لبعض  المختبرات البيداغوجية و البحثية أين  يتمكن الطلبة من الانخراط في عملية البحث العلمي عبر عرض بعض التجارب وفهم كيفية تطبيق المفاهيم الفيزيائية الأساسية في حل المسائل العلمية والعملية  والمساهمة النوعية في تحسين بعض المنتجات الصناعية مثل المواد البيوتكنولوجية وأنصاف النواقل وكذا شرح كيفية عمل بعض الأجهزة المخبرية مثل جهاز الكشف بالأشعة السينية…  ويتم  تأطير الطلبة في هذا الجانب من الورشة مجموعة من أساتذة قسم الفيزياء وبعض طلبة الدكتوراه.

2-ورشة علمية تفاعلية ويمكن ان تكون احدى الورشات السالفة الذكر: في الجانب النظري من الورشة   يطلع الطلبة  المشاركين على آخر التطورات في الأبحاث العلمية في مجال فيزياء الطاقة العالية والجسيمات الأساسية ، مع شرح مفصل حول كيفية  استخدام أدوات المحاكاة والبرامج المتخصصة في تحليل بيانات  تجارب حقيقية لمصادمات الجسيمات التي تجريها مؤسسات علمية عالمية مثل CERN وFermilab ، أو تجمعها مراكز رصد فلكية دولية مثل مرصد Pierre Auger ، في الجانب التطبيقي من الورشة يحظى الطلبة بفرصة الدخول الى قاعدة البيانات الخام والقيام بالمحاكاة، ومن ثم تحليل البيانات استنادا الى المفاهيم الفيزيائية  وتعلم كيفية التعامل مع مختلف الاشكالات الطارئة اثناء المحاكاة،  ثم تجميع النتائج واستخلاص الاستنتاجات بالتعاون مع  جامعات  أخرى  مشاركة من مختلف أنحاء العالم ، مشاركوها هم أيضاً من طلبة الجامعة وطلبة الثانوية ، ويتم  تحضير الطلبة لهذا الجانب من الورشة أساتذة الفيزياء بالثانوية بالتعاون مع أساتذة قسم الفيزياء لضمان سيرورة الورشة بالمستوى المطلوب.

في نهاية الورشة يتم عرض النتائج على باحثين متخصصين من مركز البحث النووي الاوروبي CERN عن طريق محاضرة  على المباشر Videoconference حيث يقوم الباحثون بتجميع نتائج مختلف الجامعات المشاركة  و مناقشتها بالتفصيل مع الطلبة مع إعطائهم المجال لطرح الاسئلة، و يتم توضيح كيفية تقديم البيانات العلمية وأهمية الخطا الإحصائي، مع المناقشة النقدية الموضوعية  ومن ثم مناقشة الفيزياء الكامنة وراء البيانات المستمدة من التجارب .

 

تثمين نتائج التجربة وضرورة الاستمرار

تُعتبر كلية العلوم بجامعة المسيلة رائدة في هذا المجال منذ عام 2013 وحتى اليوم. كما نُظمت فعاليات مماثلة في جامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي وجامعة قسنطينة مؤخرًا، مع توقع التحاق جامعات جزائرية أخرى بهذا الركب. لم تقتصر المشاركة في البرنامج على طلبة الثانوية فقط، بل شملت أيضًا طلبة الجذع المشترك، وطلبة الليسانس والماستر نظرًا للقيمة التعليمية الثمينة التي تقدمها الورشات المختلفة، والتي تهدف أساسًا إلى التعريف بعلم الفيزياء وتطوير مهارات البحث العلمي و مهارات التواصل. تُعد هذه الفعاليات فرصة قيمة للتعلم والتفاعل العلمي والثقافي، وتساهم بلا شك في تطوير النظام التعليمي.

بشكل عام وأيا كانت طرق تنظيم  فعاليات الأبواب المفتوحة على الجامعة فهي  تمنح الطلبة والمهتمين فرصة حقيقية لإستكشاف الجامعة بشكل فعلي والتعرف على البيئة الدراسية عن كثب، مما قد يحدث فرقًا حقيقيًا في اختيارات الطلبة المستقبليين وقراراتهم النهائية بشأن إختيار التخصص الأكاديمي.

 

المراجع:
• International Masterclass hands on particle physics

https://physicsmasterclasses.org/

https://physicsmasterclasses.org/index.php?cat=country&page=dz

بقلم الأستاذة: حميدة شرفاوي

أستاذة وباحثة في الإعلام الآلي ومسؤولة عن التكوين والتأطير الأكاديمي

يذكر الأستاذ أن الطفل رفض حتى مساعدته في حل التمرين المقدم له، قائلاً ببراءة: أمي تقول إنني غبي، ولن أتمكن من حل المسألة مهما حاولت

في عالم مليء بالتحديات والفرص، يتعلم الأطفال بطرق متنوعة لاكتشاف ذواتهم وفهم العالم من حولهم. ومع ذلك، هناك فئة من الطلاب، وهم ذوو الاحتياجات الخاصة، يواجهون تحديات إضافية قد تجعلهم يشعرون بالتهميش في نظام تعليمي قد لا يلبي طموحاتهم أو يراعي احتياجاتهم الفعلية. هؤلاء الطلاب، رغم أن البعض قد يصنفهم كـ”معاقين ذهنيًا” أو “حركيًا”، إلا أنهم يحملون في داخلهم إمكانات عظيمة تنتظر الدعم المناسب لتنمو وتتحرر من كل أشكال التبعية والتردد.

التحديات والصعوبات

الأستاذ “جون بيار” الذي يعمل في مؤسسة تربوية خاصة بذوي الإعاقات الذهنية، يسرد لنا قصة أحد طلابه، “جوردان”، الذي جاءه بعد أن أعاد السنة ثلاث مرات في القسم التحضيري. يذكر الأستاذ أن الطفل رفض حتى مساعدته في حل التمرين المقدم له، قائلاً ببراءة: “أمي تقول إنني غبي، ولن أتمكن من حل المسألة مهما حاولت”. كان هذا التعبير بمثابة انعكاس للمشاكل النفسية والاجتماعية التي يعاني منها هؤلاء الأطفال، والذين غالبًا ما يُحكم عليهم مسبقًا بالفشل، لكن مع الوقت والصبر، تمكن “جوردان” من التغلب على مخاوفه وتعلم كيفية فهم المسائل، ليعود في نهاية العام إلى الأستاذ ويقول له بابتسامة: “كم كنت غبياً، أستاذ!”. هذه اللحظة تؤكد أن لا أحد غبي، بل فقط يحتاج إلى الدعم المناسب.

الأستاذ “جون بيار” لديه في فصله 13 طالبًا، كل منهم يواجه تحديات مختلفة: منهم من يعاني من “عسر القراءة”، ومنهم من يعاني من “عسر الحساب”، وهناك من يواجه اضطرابات التعلق أو التوحد. لكن الأستاذ يرى في كل واحد منهم عبقريًا مثل “أنشتاين”. إن هؤلاء الأطفال، رغم ما يُسمى بإعاقاتهم الذهنية، هم في الحقيقة ضحايا لظروف اجتماعية واقتصادية تحول دون اندماجهم السليم في المجتمع.

التحدي الأكبر الذي يواجه هؤلاء الأطفال ليس في تعليمهم المفاهيم الأكاديمية فحسب، بل في كيفية منحهم الثقة اللازمة ليشعروا بأنهم جزء من المجتمع. هنا يأتي دور المعلم المتخصص، الذي يتمتع بالقدرة على التعامل مع هذه الفئة بطرق مهنية تساعد على استخراج إمكاناتهم الكامنة.

ولكن ما نحتاجه اليوم هو تغيير جذري في الطريقة التي نقيم بها أداء الطلاب. التركيز على العلامات والنقاط كمعيار للنجاح أو الفشل أصبح قديمًا، وغير مجدٍ لهذه الفئة من الطلاب. يجب أن يكون الهدف من التعليم هو تمكين الطلاب من الفهم العميق للعالم من حولهم، وتطوير مهاراتهم ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع.

قصص وتجارب من الواقع المعاش

الأستاذ “جون بيار” لم يكن وحده من نقل لنا الأحداث بواقعها، فقد عايشت أيضًا مراحل متعددة كان لي فيها الشرف أن ألتقي بأشخاص من الفئة التي كانوا يسمونها آنذاك “المعوقين”. أذكر حين كنت أشارك في إحدى الجمعيات التي تهتم بالمكفوفين، شعرت حينها بالوحدة رغم أنني المبصرة بينهم. عالمهم لم يكن يشبه عالمي في أي شيء، ورغم أن مستواهم العلمي والثقافي كان يفوق مستواي في تلك الفترة، كنت دائمًا أحس أنهم لا ينتمون لعالمنا أو ربما نحن لا ننتمي لعالمهم. كانت تجربة عشتها معهم، وتجربة جعلتني أشعر أنني المعاقة بينهم، رغم أنني أرى وأسمع وأمشي.

يواجه المكفوف العديد من التحديات اليومية، مثل الحاجة إلى مرافقين لمساعدته في التنقل باستخدام وسائل النقل العامة والوصول إلى مؤسسات التعليم والمنازل. خلال الامتحانات، يحتاج المكفوف إلى مرافق لقراءة الأسئلة وكتابة الإجابات، وقد تؤدي كفاءة المرافق إلى التأثير على جودة الإجابات. عدم فهم الأساتذة للغة برايل وصعوبة تواصل المكفوف بأسلوبه الخاص قد يجعل عملية التعلم صعبة، مما يجعله يشعر بأنه عبء حتى في أبسط المهام اليومية.

blind person

أتذكر لحظة عندما كنت أرافق مكفوفًا إلى الحافلة، فقال لي: “أشعر وكأنني قفة وأنت تمسكين بذراعي، دعيني أنا من أمسك بذراعك حتى أتابع خطواتك.” تعلمت من هذه التجربة أن المكفوف لا ينبغي أن يُقاد كعبء، بل يجب تمكينه من التفاعل بشكل يتيح له الشعور بالاستقلالية والراحة.

خطوات المكفوف مليئة بالحذر، حتى وإن كان يحمل عصا تتحسس الطريق أمامه. فالطريق الذي يبدو بسيطًا للمبصرين يصبح بالنسبة له مغامرة يومية، مليئة بالتحديات التي قد تتعثر بها قدماه فوق تلك الأرصفة المتعرجة، حيث تفاجئك الحفر الصغيرة وتعرجات الطريق غير المستوية التي تخفي في طياتها تحديات كبرى لمن لا يبصر. خطوات المكفوف تتردد بحذر، وإن كان يحمل عصا تتحسس الطريق، فإنها حتما ترتطم بالنتوءات الخفية، وتتعثر بأطراف الحفر التي لا يراها، ربما قد يشعر بها تحت قدميه. ففي كل مسار يسعى إليه المكفوف يستدعي شجاعة وصبرًا في كل خطوة من خطواته. نحن من نخلق هذه الإعاقة من حوله ونحن من يجسد وجه المعاناة التي يعيشها مثل هذا المكفوف الذي يسعى للوصول إلى مبتغاه العلمي ولا يريد أن يكون عبئًا على مجتمعه.

تجربتي في مرافقة الدكتور والأديب بوشخي شيخ، أستاذ محاضر بقسم التاريخ بجامعة وهران، أظهرت لي الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الطلاب المكفوفون في تحقيق أحلامهم الأكاديمية. رغم رغبته القوية في تحضير أطروحته للدكتوراه، واجه تحديات كبيرة بسبب نقص المراجع المتاحة بلغة برايل، واضطر إلى الانتظار ست سنوات لتحقيق حلمه. الصعوبات لا تقتصر على نقص الكتب، بل تشمل أيضًا الاعتماد على الآخرين لقراءة المراجع، كتابة الملاحظات، وتنسيق المذكرة. التكاليف المالية المطلوبة للتنقل بين المكتبات، تحويل الملاحظات إلى نصوص، والطباعة تتجاوز قدرة المنحة الدراسية. هذا يثير تساؤلات حول كيفية تحقيق الطالب المكفوف استقلاليته الدراسية في ظل هذه التحديات، ومن سيتحمل تكاليف الدعم والمرافقين.

الأمر لا يتعلق بالمكفوف فحسب، فأثناء إشرافي على تدريب طالبات في مادة الإعلام الآلي، جاءتنا والدة كريمة، الطفلة كانت من الصم البكم الذين تتوقف دراستهم عند الرابعة متوسط، بالمؤسسة الخاصة بالصم البكم ، تناشد الإدارة بإعطاء ابنتها فرصة لتعلم مهارات الكمبيوتر. قوبل طلبها بالرفض، طبعًا بحجة أن المادة تتطلب تركيزًا لا يمكن لمن لا يسمع اكتسابه. رأيت في عيني كريمة غضبًا وهزيمة، وتذكرت قصة بيار وتلميذه، وسألت نفسي: من الغبي هنا؟ من يحكم بعدم قدرة الآخرين على التعلم أم من يفتح لهم الأبواب؟ وحينها تدخلت وطلبت من الإدارة السماح لكريمة بالانضمام إلى الصف، وقبلت تحمل مسؤولية تعليمها. لحظة دخول كريمة الصف كان هنالك مزيجًا من الدهشة والفضول بالنسبة لبقية الطالبات، ورغم الشكوك في قدرتي بعدم إيصال المعلومة، فكرت في طريقة تجعلها تستوعب هذا الذي يبدو غريبًا وصعبًا تعلمه بالنسبة لمعظم الطالبات. وكانت لغة الإشارة من الذي تعلمته بطريقتي الخاصة والذي ساعدتني في إيصال المعلومة مع التركيز على التطبيق والكتابة، وكانت المفاجأة حين رأيت كريمة ذات يوم، تحاول أن تساعد زميلة لها بكل ثقة في أداء تطبيقها. ورحت أشجعها في ذلك وأطلب منها أن تنتقل بينهن لتحقق حلمها. رأيتها تتنقل بينهن وكأنها جسر بين المعرفة والتطبيق.
هذه التجربة أكدت لي أن التحديات يمكن أن تكون فرصًا متخفية، وأن الإصرار على التعليم يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا. فهي لم تكن تواجه عدم القدرة، بل نقص الدعم والفرص.

ما واجهته كريمة يعكس التحديات الكبيرة التي يواجهها الصم والبكم في مسيرتهم التعليمية، حيث يفتقرون إلى الدعم من المجتمع، المؤسسات التعليمية، وحتى بعض الأسر. القليل منهم يكملون دراستهم، خصوصًا الفقراء الذين لا يملكون تكلفة الأدوات المساعدة. بالإضافة إلى ذلك، تفتقر المؤسسات إلى معلمين مؤهلين للتعامل مع هذه الفئة، مما يؤدي إلى تهميشهم وعدم تحقيق طموحاتهم. الصم والبكم يشعرون بأنهم غير قادرين على تقديم قيمة للمجتمع، ليس لنقص قدراتهم، ولكن لغياب الدعم المناسب. لذلك، يجب على المؤسسات التعليمية أن تكون أكثر استعدادًا لتوفير بيئة شاملة، كما أن الأسر بحاجة لتشجيع أبنائها لإكمال دراستهم وتحقيق أحلامهم.

فاطمة، الطالبة المعوقة حركيًا، واجهت تجربة مؤثرة تعكس التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة في التعليم. كان والدها يحملها يوميًا إلى الطابق الثاني في مؤسسة تعليمية خاصة بتعليم الإعلام الآلي، حيث لم تكن المؤسسة مجهزة بمصاعد أو ممرات مخصصة للكراسي المتحركة. والدها كان يغمره الحزن والتعب، خاصة بعد محاولة فاطمة اليائسة للانتحار وفقدانها الأمل في الحياة.
بنت معوقة
توجه الوالد إليَّ، كوني مكونة لمادة الإعلام الآلي في تلك المؤسسة التكوينية، باحثًا عن بصيص أمل يعيد لابنته الرغبة في الحياة. قَبِلْتُ فاطمة في صفي، مؤمنة بأن التعليم ليس مجرد وسيلة للمعرفة، بل جسر للأمل. في البداية، كانت فاطمة تحاول إخفاء ضعفها وسط نظرات الشفقة من زملائها، لكنها بمرور الوقت تأقلمت، وتحسنت في دراستها. بل تحولت إلى مساعدة لي في الدروس، تتنقل بين الطالبات بكرسيها المتحرك، وتشرح لهن ما تعلمته.
لكن مع وفاة والدها، توقفت أحلام فاطمة فجأة، حيث لم تعد عائلتها قادرة على تحمل تكاليف النقل، ما منعها من مواصلة تعليمها. تسلط القصة الضوء على الصعوبات الكبيرة التي يواجهها المعاقون حركيًا في التعليم، من غياب التجهيزات الأساسية إلى نقص الدعم المجتمعي، مما يؤكد الحاجة الماسة إلى بيئة تعليمية شاملة وداعمة.

يجب أن ننظر إلى الأشخاص ذوي الإعاقة كأفراد كاملين ومتميزين بقدراتهم وأحلامهم، وليس كعبء على المجتمع. هم طاقات كامنة تحتاج للدعم والفرص للتألق. لذلك، ينبغي تجهيز المؤسسات بالمرافق الملائمة، وتقديم الدعم النفسي والمادي للأسر، بالإضافة إلى توعية الطلاب والمعلمين بقدرات زملائهم من ذوي الإعاقة، وتشجيعهم على التعاون والمشاركة. هذه الخطوات البسيطة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في حياة شخص وتفتح أمامه آفاقًا جديدة كان يظنها مستحيلة.

استراتيجيات لتسهيل إدماج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في البيئة الأكاديمية:

التهيئة المادية والبنية التحتية: تجهيز المؤسسات التعليمية بمرافق ملائمة مثل المصاعد، الممرات الواسعة، والأرصفة المنحدرة. توفير كتب بلغة برايل وبرمجيات قراءة النصوص للمكفوفين، وأجهزة الترجمة الفورية للصم والبكم.

.التدريب والتوعية: تدريب وتكوين الأساتذة والمعلمين والإداريين على كيفية تقديم الدعم المناسب للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة. تعزيز التوعية بأهمية دمجهم في البيئة الأكاديمية.مع إمكانية دمج الأقسام ضمن

الدعم الأكاديمي والشخصي: توفير دروس فردية، تقييمات معدلة، ودعم نفسي واجتماعي لضمان اندماج الطلاب وثقتهم بأنفسهم،

التعاون مع الأسر والمجتمع: إشراك الأسر في خطة التعليم وتقديم الدعم المناسب، وتشجيع المجتمع على تنظيم برامج توعوية وتقديم دعم مادي ومعنوي.
تكييف المناهج والاختبارات: تعديل المناهج لتتناسب مع احتياجات الطلاب، واستخدام أساليب تعليمية متنوعة كالبصرية والسمعية، وتقديم اختبارات معدلة.

التكنولوجيا المساعدة: استخدام برامج تحويل النصوص إلى كلام، والتطبيقات التعليمية لدعم عملية التعلم.


ا
لتوجيه المهني: تقديم برامج توجيه مهني تساعد الطلاب في تخطيط مستقبلهم الأكاديمي والمهني.
تعلم لغة برايل ولغة الإشارة: يجب على المجتمع تعلم لغة برايل لتسهيل التواصل مع المكفوفين، ولغة الإشارة للتواصل مع الصم والبكم، مما يعزز من إدماجهم في المجتمع ويسهل التواصل والدعم

دعوة للتغيير

توقف

ما ينبغي أن نفعله هو أن نرى الأشخاص ذوي الإعاقة كأفراد كاملين ومتميزين، بعيدًا عن التصنيفات التقليدية والعقبات التي يفرضها المجتمع. لهم قدراتهم وأحلامهم، وليسوا عبئًا، بل هم طاقات مكنونة تحتاج فقط لمن يكتشفها ويساعدها على التفتح. أيضًا يجب التفكير في تجهيز المؤسسات بالمرافق الملائمة، وتقديم الدعم النفسي والمادي للأسر، والأهم من ذلك، توعية الطلاب والمعلمين بقدرات زملائهم ذوي الإعاقة، وتشجيعهم على التعاون والمشاركة. هذه الخطوات البسيطة يمكن أن تغير حياة شخص، وتفتح أمامه آفاقًا جديدة كان يظنها مستحيلة.
تُعد نصائح الشخصيات البارزة مثل ستيفن هوكينغ وسوزان روبنسون وستيلا يونغ ملهمة في تقديم الدعم لذوي الاحتياجات الخاصة. فمثلاً، شدد هوكينغ على ضرورة التركيز على القدرات المتاحة بدلاً من التركيز على الإعاقات، بينما دعت روبنسون إلى تعزيز القدرات الذاتية. في الوقت ذاته، رفضت يونغ النظرة التقليدية التي تجعل من ذوي الاحتياجات مجرد “مصدر إلهام” بسبب إعاقاتهم.
هؤلاء الأفراد، سواءً علمونا في الجامعات أو التقينا بهم في حياتنا اليومية، كانوا لنا قدوة في الاجتهاد والعمل. تستمر إنجازاتهم في إلهامنا، حيث أثبتوا أنهم قوة محركة للتغيير ومبدعون في شتى الميادين.
في الجزائر، تقدم قصص النجاح، مثل الأستاذ محمد لحوالي رئيس رابطة المكفوفين على المستوى الوطني، لم يدع التنمّر الذي تعرض له في صغره يقف حاجزًا أمام طموحه. بل جعل من تلك التجارب دافعاً ليصبح أحد أبرز الشخصيات في مجال حقوق المكفوفين في الجزائر، حيث حصل على شهادتي ليسانس في الاقتصاد والحقوق، وشق طريقه ليصبح محامياً ومدافعاً شرساً عن حقوق المكفوفين. نجاحات الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في الرياضة وغيرها من المجالات تدعونا لتحسين السياسات والبرامج الداعمة لهم. على الرغم من إنجازاتهم البارزة، فإن نقص الدعم والإمكانيات لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا. من خلال تسليط الضوء على قصص هؤلاء الأبطال، نرى أنهم ليسوا مجرد أفراد يواجهون صعوبات، بل هم مصادر إلهام وقوة. تجربتنا معهم تُظهر أن كل تحدٍ هو فرصة، وكل إعاقة يمكن أن تكون منبعًا لقوة جديدة.

العبرة من التجربة

تجربتي في محاكاة هؤلاء الذين ندعوهم بذوي الاحتياجات الخاصة تظهر أن مثل هذه الطاقات تحتاج لمن يكتشفها ويساعدها على النمو. لتقديم دعم حقيقي، علينا التركيز على تحفيزهم ليصبحوا مبتكرين وقادة في مجالهم، بدلاً من الاكتفاء بالتقييمات التقليدية. التعليم يجب أن يكون عملية شاملة تهدف إلى بناء إنسان واعٍ ومفكر قادر على مواجهة تحديات المستقبل. والتركيز على النوعية في التعليم وتعزيز حب العلم والفهم العميق للمحتوى الدراسي يجب أن يكون هو السبيل لتحقيق ذلك، مما يسهم في بناء جيل قادر على النهوض بنفسه وبمستقبل الوطن، مثل هؤلا الطلبة الذين ينعتون إليهم بالمعوقين ليسوا إلا أناس في أمس الحاجة لأن يتعلموا بحرية تجعلهم يندمجون مع المجتمع ، دعونا ننظر إليهم بغض النظر عن كل المشاكل التي تعيق تجاوبنا معهم، دعونا نحترم طريقتهم في الأكل ، والتنقل ، والعيش في وسط المجموعة دعونا نتغير فنحن لسنا معلمين ولكن معهم سنظل نتعلم.

المراجع:
• عماد أبو الفتوح، خارقون وليسوا معاقين.. نماذج مذهلة لأشخاص تغلبوا على الإعاقة، مقال. 18/7/2018
• لكحل محمد، أتحدى بالأمل و أصل بالعمل، مقال. 29/07/2024
• قاريل جون بيير، 2020، بين العطف والصرامة من أجل تعليم مدمج. مجلة “تعليم، صحة ومجتمع”
• كمال بوشنتوف، مجلة انسانيات، الإعاقة والتعليم، واقع وتحديات
• جمعية SARP، أبحاث متنوعة
• الدكتور بوشيخي شيخ أستاذ تاريخ محاضر بجامعة العلوم الإنسانية

في إطار مسعى تمكين الطلبة من التحصيــــل العلميّ الجيد ومساعدتهم على اجتياز عقبة

الامتحانات وتجنيبهم مغبة الفشل والخيبة – والتي غالبا ما يكون سببها راجعا إلى غياب المنـــهج الســليم

في الدراسة والتحضير للامتحان – وسعياً منا لزرعِ عقلية التخطيط وإدارة تحدياتنا بطريقة علمية والابتعاد عن الفوضى ومظاهرهــا، قامنا بإعداد هذه الورقات تحت عنوان

“كيف تستعد للامتحان”

راجين من الله تعالى أن تكون نافعة وموجهة لأبنائنا الطلاب والرقيّ بآدائهم إلى أعلى مستوياته

يعتزم فريق العلوم الإنسانية والاجتماعية في إيناس عقد جلسات نقاش مفتوح لتسليط الضوء حول مختلف التحديات التي تواجهها الأسرة الجزائرية، يشارك فيها خبراء جزائريون من مختلف التخصصات تحضيرا لصياغة مشروع بحثي حول الموضوع.

وفي هذا الإطار، يدعو الفريق كل الخبراء والباحثين والطلبة المهتمين بالموضوع للمشاركة ضمن المحاور التالية:

المحور الأول: المحور الثقافي (الهوية والقيم..).

المحور الثاني: المحور التربوي والنفسي.

المحور الثالث: المحور الاجتماعي والأنثروبولوجي.

المحور الرابع: المحور الشرعي والقانوني.

المحور الخامس: المحور البيئي والصحي والعمراني.

آخر موعد لتسليم الملخصات

Days
Hours
Minutes
Seconds